الخطة الإستراتيجية​​ لعمادة البحث العلمي بجامعة بيشة

مقدمة

 إرتبط مفهوم البحث العلمي عالمياً بالتقدم والرُقي للمُجتمعات، ومن المعلوم أن مُخرجات البحث العلمي وفق أنموذج ​(7Ps Model)​ تنتج من خلال المشاريع  (Projects) البحثية المبنية على تخطيط (Planning) جيد يتوافق مع السياسات (Policies) العامة، وبعد تنفيذه تتدرج المُخرجات على أربعة مراحل: تبدأ بالنشر العلمي للبحوث (Publications) كمُخرج أولي، وعندما يُفعَم البحث العلمي بالإبداع ينتج المُخرج الثاني المُتمثل في براءات الإختراع (Patents) ومنها يتم تحويل هذا الإبداع لصورة محسوسة من المُبتكرات ليظهر المُخرج الثالث المُتمثل في النماذج القابلة للتطبيق (Prototypes) والتي في معظم الأحيان تتبناها مصادر التمويل والإستثمار المختلفة للوصول للمرحلة الرابعة والأخيرة وهي المنتجات (Products) والتي تُتَرجم لشعار "صنع في المملكة العربية السعودية". والمُنتجات تلعب دوراً مهماً في تحسين مُعدلات النمو الاقتصادي والذي يُسهم في الإرتقاء بالمجتمعات تدريجياً بما يبدأ بسد الإحتياجات وينتهي برفاهية المجتمع.

في هذا الإطار فإن عمادة البحث العلمي سعت وتسعى دائماً لتطوير وتحديث البنية التحتية للبحث العلمي بالجامعة ووضع آليات لتعميق علاقة الجامعة بمختلف قطاعات ومؤسسات المجتمع، بهدف الاستجابة لمتطلباته وتلمس إحتياجاته، واقتراح الحلول المبتكرة لمشكلاته على أساس من العلم والتكنولوجيا ومن خلال تفعيل دور الشراكات البحثية بينهما، وليستفيد المُجتمع أيضاً من قدرات وإمكانات منسوبي الجامعة في مختلف التخصصات وكذا إمكانياتها المتنوعة.

وإيماناً منها دأبت عمادة البحث العلمي جاهدةً لإعداد خطتها الإستراتيجية على دعائم ركيزة مُتمثلةً في ثلاثة محاور أساسية، أولها الإتساق مع أولويات البحث العلمي بالمملكة وفق رؤيتها الطموحة لعام 2030م، وثانيها الموائمة لتلبية احتياجات المجتمع المحيط بالجامعة على المستويات المختلفة بدءاً من محافظة بيشة (المركز) وانطلاقاً إلى منطقة عسير ثم المنطقة الجنوبية، واخيراً وليس آخراً وفق دراسة واعية لإمكانات وقدرات منسوبي الجامعة وكذلك امكانياتها المختلفة. ومن ثَمَّ وُضعت التوجهات البحثية بناءًا على تلك الركائز وفي ضوء رؤية إستراتيجية واعدة توجه الباحثين على مختلف تخصصاتهم لتحقيق التنمية المستدامة وحل المشكلات المجتمعية والمشاركة في تعزيز إمكانات وقدرات الأمن الوطني، وعليه تم تشكيل فريق عمل متميز بكفاءات عالية لبناء الخطة الإستراتيجية على هذا الأساس المتين.

وقد وضعت عمادة البحث العلمي تلك الوثيقة موضحةً فيها مراحل إعداد الخطة الإستراتيجية وفق أحدث المنهجيات العلمية، والتي بدأت بتشكيل فرق العمل المتميزة مروراً برصد وافي لواقع العمادة داخلياً وخارجياً ودراسة جيدة لميزاتها التنافسية، مستثمرةً فيها كافة الإمكانات البشرية والمادية والإمكانيات المتاحة والمتوقعة بالجامعة والمجتمع المحيط، مراعيةً فيها إحتياجات كافة المستفيدين، وآخذةً في إعتبارها مؤشرات محددة لقياس الأداء (20 مؤشر أداء فرعي روعي فيها مؤشرات الأداء الرئيسة لخطة الجامعة الإستراتيجية (2017 - 2022م))، بما أدى إلى رسم ملامح إستراتيجية واعدة إنتهت بإقتراح المبادرات الإستراتيجية الموجِهة لأنشطة العمادة خلال الأربع سنوات القادمة بإذن الله تعالى.